للشاعر : صفى الدين الحلى
قـفـي و دعـيـنـا قـبـل وشـك الـتـفـرق
فـمـا أنـا مـن يـحـيـا إلـى حـيـن نـلـتـقـي
قـبـلـتـهـا و رشـفـت خـمـرة ريـقـهـا
فـوجـدت نـارَ صـبـابـةٍ فـي كـوثـر
ضـمـمـتـك حـتـى قـلـت نـاري قـد انـطـفـت
فـلـم تـطـفَ نـيـرانـي وزيـد وقـودهـا
لأخـرجـن مـن الـدنـيـا وحـبـكـم
بـيـن الـجـوانـح لـم يـشـعـر بـه أحـد
تـتـبـع الـهـوى روحـي فـي مـسـالـكـه
حـتـى جـرى الـحـب مـجـرى الـروح فـي الـجـسـد
أحـبـك حـبـاً لـو يـفـض يـسـيـره عـلـى
الـخـلـق مـات الـخـلـق مـن شـدة الـحـب
فـقـلـت: كـمـا شـاءت و شـاء لـهـا
الـهـوى قـتـيـلـك قـالـت: أيـهـم فـهـم كـثـر
أنـت مـاض و فـي يـديـك فـؤادي
رد قـلـبـي و حـيـث مـا شـئـت فـامـضِ
ولـي فـؤاد إذا طـال الـعـذاب بـه
هـام اشـتـيـاقـاً إلـى لـقـيـا مـعـذبـه
مـا عـالـج الـنـاس مـثـل الـحـب مـن سـقـم
و لا بـرى مـثـلـه عـظـمـا ًو لا جـسـداً
قـامـت تـظـلـلـنـي و مـن عـجـب
شـمـس تـظـلـلـنـي مـتـن الـشـمـس
هـجـرتـك حـتـى قـيـل لا يـعـرف الـهـوى
وزرتـك حـتـى قـيـل لـيـس لـه صـبـرا
قـالـت جـنـنـت بـمـن تـهـوى فـقـلـت لـه
الـعـشـق أعـظـم مـمـا بـالـمـجـانـيـن
ولـو خـلـط الـسـم الـمـذاب بـريـقـهـا
وأسـقـيـت مـنـه نـهـلـة لـبـريـت
وقـلـت شـهـودي فـي هـواك كـثـيـرة
وأَصـدَقـهَـا قـلـبـي و دمـعـي مـسـفـوح
أرد إلـيـه نـظـرتـي و هـو غـافـل
لـتـسـرق مـنـه عـيـنـي مـالـيـس داريـا
لـهـا الـقـمـر الـسـاري شـقـيـق و إنـهـا
لـتـطـلـع أحـيـانـاً لـه فـيـغـيـب
وإن حـكـمـت جـارت عـلـي بـحـكـمـهـا
ولـكـن ذلـك الـجـور أشـهـى مـن الـعـدل
مـلـكـت قـلـبـي و أنـت فـيـه
كـيـف حـويـت الـذي حـواكـا
قـل لـلأحـبـة كـيـف أنـعـم بـعـدكـم
وأنـا الـمـسـافـر و الـقـلـب مـقـيـم
بنت سطيف