الرضاعة الطبيعية للطفل

الرضاعة الطبيعية للطفل

---

تؤكد الدراسات والأبحاث العلمية في مجال التغذية بأن
للرضاعة الطبيعية منذ الولادة لها التأثير الايجابى على صحة ولياقة الطفل
في مرحلة الطفولة وحتى أن يبلغ الكبر، ويقصد العلماء وخبراء التغذية
بالرضاعة الطبيعية ما يتناوله الطفل من حليب الأم في الأشهر الأولى من
حياته ولفترة أقصاها عامين وأدناها ستة أشهر ، ويعتبر الحليب في علم
التغذية من الأغذية الضرورية والأساسية للطفل حيث يحتوي على المقادير
والكميات اللازمة من المياه والأملاح المعدنية والحديد والفيتامينات
والمواد السكرية التي تشكل الغذاء الكامل للنمو الطبيعي والحماية و الوقاية
من الأمراض .
ومما لا شك فيه فأن مقادير هذه المواد تختلف باختلاف مصادر الحليب وعلى
سبيل المثال فأن حليب المرأة (الأم) ليست مثل الحليب البقرى أو الانواع
الاخرى التي تصنع فى معظم الاحيان من مستحضرات الحليب كالحليب المعلب أو
الجاف ( البودرة ) ، ففي حليب المرأة (الأم) نجد زيادة نسبة المواد السكرية
والفيتامينات ونقصان في نسبة المواد البروتينية بينما نجد في حليب الأبقار
أو المستحضرات المعلبة الأخرى زيادة نسبة المواد البروتينية وقلة المواد
السكرية وانعدام الفيتامينات والأجسام المضادة للميكروبات والالتهابات
بينما نجدها في حليب المرأة (الأم).

ومن هذه المقارنة البسيطة بأمكان اعتبار حليب الأم المرضعة الغذاء أساسي
والضروري للطفل منذ المرحلة الأولى للولادة حيث يحتوي على المواد
البروتينية والوحدات الحرارية والمعادن والفيتامينات المتوازنة ويشكل
الغذاء المثالي ويكسب الجسم المناعة والنمو الطبيعي الضروريان لنمو الطفل
جسميا وعقليا ، وبعكس حليب الأبقار الذي يحتوي على كميات أكثر من البروتين
والحديد والأملاح لطبيعة هذه الحيوانات ونموها السريع للحركة والاعتماد على
النفس منذ الولادة .
وللرضاعة الطبيعية تأثيرات على جميع النواحي المتعلقة بالصحة العامة
واللياقة البدنية للطفل وللأم ، فمن الناحية الصحية والجسمية يكتسب الطفل
في مراحل حياته وخاصة مرحلة الطفولة المناعة الجيدة والتي تعمل على حمياته
ووقايته من الأمراض التي يتعرض لها في هذه المرحلة والتي تنتشر في البيئة
المحيطة به مثل أمراض سوء التغذية وأمراض الدم وأمراض القلب والرئتين
والشرايين والسمنة والنحافة ويكون الطفل عرضة لأمراض الحاسية واحتمالات
زيادة الوزن ويكون الطفل أكثر نشاط وحيوية ويكون نموه طبيعيا ، أما بالنسبة
للناحية النفسية يكون الطفل أكثر شعورا بالسعادة والراحة والإطمئنان
والأمان والحنان ، أما بالنسبة للأم التي ترضع الطفل من الثدي فتكون أقل
عرضة للإصابة بمرض سرطان الثدي وأكثر تعلقا بالطفل من الناحية النفسية
والاجتماعية وبإمكان الأم التي ترضع الطفل طبيعيا من الثدي تأخير الحمل
بالطرق الطبيعية المفيدة والمحافظة على جمال ورشاقة القوام والجسم وخاصة
بعد الولادة .

التغذية المتوازنة والتغذية الصحية المتوازنة فى المراحل الأولى من العمر
هى الأساس للصحة واللياقة فى المستقبل للإنسان ، والضمان الصحى للطفل في
مراحل نموه وتكوينه كجنين في رحم أمه ، ، وتؤكد الدراسات والأبحاث العلمية
بأن سوء التغذية سواء في مراحل تكوين الجنين أو في مراحل الطفولة يؤدي إلى
أمراض كثيرة في مراحل عمر الإنسان مستقبلا كأمراض القلب والأوعية الدموية
والسمنة والسرطان والسكري وأرتفاع ضغط الدم وهشاشة العظام .
والتغذية الصحية المتوازنة التي تعتمد على الكمية (السعرات الحرارية)
والنوعية (العناصر الأساسية للغذاء) حسب الاحتياجات اليومية لجسم الطفل
ونشاطه تمنحه الصحة واللياقة والسعادة والعافية ، بينما التغذية السيئة
كالأغذية المحفوظة والمثلجة وغير الطازجة وسريعة التحضير والأغذية التي
تحتوي على السعرات الحرارية العالية وعلى القيمة الغذائية المنخفضة تسلب
جسم الطفل الصحة وتمنحه الأمراض الكثيرة والتي تصل في معظم الأحيان إلى
الوفاة أو الضعف البدني والعقلي وعدم القدرة على أداء الأعمال اليومية سواء
في المدرسة أو المنزل أو أثناء أداء المجهود البدني أو الرياضي وتنخفض
أداء الأجهزة الحيوية في الجسم من الناحية الفسيولوجية والبيولوجية مما
يصعب على الطفل الإستمرار في الحياة لفترة طويلة .
والاهتمام أو العناية بتغذية الطفل وخاصة في مرحلة الطفولة المتقدمة (5 -
15) سنوات وتعويده على مزاولة الرياضة اليومية يجب أن تكون من مسئوليات من
يقوم بتربية الطفل سواء الوالدين في المنزل أو الهيئة التدريسية في المدرسة
أو القادة والمسئولين في المجتمع حتى تصبح التغذية الصحية المتوازنة
والرياضة اليومية من العادات الصحية الحسنة في حيات الطفل وعلى مدى استمرار
حياته .
والمنزل أساس تعويد الطفل على التغذية الصحية حيث يتطلب من الوالدين أن
يكونوا قدوة حسنة أمام أطفالهم خاصة عند تناولهم الأغذية وإرشادهم وتوجيههم
لتناول الأغذية التي تفيد أجسامهم وتقديم المعلومات عن الأغذية التي تضر
أجسامهم حتى تصبح هذه المعلومات فيما بعد سلوكا طبيعيا وعادة حسنة لدى
الطفل .
وفي الآونة الأخيرة بدأت تظهر مؤشرات صحية خطيرة بين أطفالنا وخاصة في
المرحلة الأبتدائية وذلك نتيجة التغذية السيئة سواء في المنزل أو المدرسة
أو المجتمع مثل السمنة الزائدة وفقر الدم وفقدان الحيوية والنشاط والتأخر
في النمو البدني والعقلي وتدني مستوى التحصيل العلمي والدراسي ، وهذا لا
يحتاج إلى البراهين والإثباتات العلمية حيث هناك أخطاء كثيرة في تغذية
أطفالنا في تناولهم للأغذية السكرية والحلويات والمشروبات الغازية والوجبات
السريعة والمثلجة والمعلبة كل يوم وعلى مدار الأسبوع تقريبا سواء في
المنزل أو في المدرسة وكل ما ينطبق في تغذية الأطفال أيضا ينطبق على تغذية
معظم أفراد المجتمع الكويتي في الوقت الحالي حيث :
* يتناول معظم أفراد المجتمع الكويتي كميات كبيرة من السكر والملح وذلك عن
طريق تناول الشاي والمشروبات الغازية والعصائر غير الطازجة والحلويات
وتناول رقائق البطاطس والبفك وأشكل كثيرة من الأغذية المملحة والوجبات
السريعة .
* الأغذية التي يتناولها أفراد المجتمع الكويتي في المنزل تحتوي على كميات
كبيرة من الدهون والكوليسترول والدهون المشبعة (اللحوم الحمراء - الدهون
والزبدة والاجبان والقشدة والبيض) أكثر من المعدلات الطبيعية .

* لا تحتوي الوجبات الغذائية اليومية على الخضروات الطازجة مثل الفاصوليا
والبامية والكوسة والمشروم والجزر واللفت والبازلاء وكذلك الفواكه الطازجة
لما تحتويه هذه الأغذية على الألياف التي تساعد في الوقاية من الإصابة
بأمراض الجهاز الهضمي والسرطان.
لذا التغذية الصحية المتوازنة لا تعني الأكل بغرض الإشباع كما يفسرها معظم
الناس ولكن التغذية الصحية تعني الأكل من أجل الفائدة والصحة لأجسامنا
(النمو والطاقة والوقاية) سواء كانت هذه التغذية للكبار أو لأطفالنا من
خلال تعويدهم على الطعم والمذاق الجيد للأغذية الجيدة والمفيدة وتعريفهم
على الأغذية الضارة وحثهم على تقليل المواد السكرية والملح والدهون المشبعة
والكوليسترول ولا إفراط ولا تفريط عن احتياجات الجسم لهذه المواد في أداء
وظائفه الحيوية ، لذا يتطلب الالتزام بالتوازن بين الأغذية المتناولة في
الوجبات الغذائية اليومية على أساس المجموعات الأساسية للغذاء بحيث تحتوي
على المواد البروتينية عالية في القيمة والصحة الغذائية كاللحوم والأسماك
والدواجن والبيض ومنتجات الألبان والخضروات والفواكه والحبوب الطازجة
والمجففة ( الماش - العدس - الحمص - البازلاء - الفاصوليا - الفول) وكذلك
الخبز والبطاطس والرز والمعكرونة .
أما احتياجات الطفل في هذه المرحلة بصفة عامة كما يلي : الطاقة (2100 - 2500) سعرا حراريا
البروتينات ( 40 - 90) جراما يوميا .